رغم أن تشوه شرياني وريدي دماغي (AVM) يُعد من الحالات النادرة نسبيًا، إذ يصيب نحو شخص واحد فقط من بين كل 1000، إلا أن خطورته تكمن في عواقبه المُحتملة، مثل النزيف المفاجئ أو حدوث تلف عصبي دائم، خاصة عند الأطفال.
في الوضع الطبيعي، يتدفق الدم من الشرايين إلى الشعيرات الدموية التي توزّع الأكسجين ببطء على أنسجة الدماغ، ثم ينتقل إلى الأوردة ليعود إلى القلب. أما في حالة وجود تشوه شرياني وريدي دماغي، فإن هذه الشعيرات مفقودة، ويتدفق الدم مباشرة وبسرعة من الشرايين إلى الأوردة، مما يحرم أنسجة المخ من الأكسجين الضروري لها، ويزيد من احتمال حدوث نزيف بالمخ أو مضاعفات عصبية خطيرة.
لذلك، من الضروري معرفة الأعراض المبكرة والتعامل الفوري مع الحالة من خلال فريق طبي متخصص، تابع معنا للمزيد عن أعراض التشوه الشرياني الوريدي الدماغي وعلاجه.
معنى تشوه شرياني وريدي دماغي AVM
عادة ما تتصل الشرايين بالأوردة من خلال شعيرات دموية صغيرة تقلل من الضغط الشرياني، وفي حالة وجود تشوه شرياني وريدي دماغي يحدث خلل نادر في تكوين الأوعية الدموية في الدماغ، حيث تتصل الشرايين مباشرة بالأوردة من دون المرور بالشعيرات الدموية، وهذا التوصيل غير الطبيعي يكون كتلة تشبه “عش من الأوعية”، ويؤدي إلى تدفق الدم بسرعة وضغط عالي من الشرايين إلى الأوردة، مما يضعفها ويعرضها للتمزق والنزيف داخل الدماغ.
في الأغلب يولد المريض بتشوه شرياني وريدي دماغي، وقد لا تظهر أعراضه في البداية، لكنه قد يُكتشف عند فحص الدماغ أو عند حدوث مضاعفات مثل الصداع الشديد أو نوبات الصرع أو النزيف.
هذا المرض نادر ولكن يمكن علاجه عند اكتشافه، لأن إهماله قد يسبب مضاعفات خطيرة مثل تلف أنسجة المخ أو السكتة الدماغية.
أسباب الإصابة بتشوه شرياني وريدي دماغي
حتى الآن، لا يعرف العلماء السبب الدقيق وراء حدوث تشوه شرياني وريدي دماغي، لكن يعتقد العلماء أن معظم الحالات تكون موجودة منذ الولادة، وتتشكل خلال نمو الجنين داخل رحم الأم. وفي بعض الحالات النادرة، قد يظهر التشوه في مرحلة متأخرة من حياة الشخص، أو ترتبط باضطرابات وراثية تؤثر على تكوّن الأوعية الدموية في الجسم كله، بما في ذلك الدماغ.
أعراض التشوه الشرياني الوريدي الدماغي
غالبًا ما تبدأ أعراض التشوه الشرياني الوريدي الدماغي في مرحلة المراهقة أو الشباب، ما بين سن 10 إلى 40 سنة. في كثير من الحالات، لا يسبب وجود وحمه دمويه في المخ أي أعراض، ويُكتشف بالصدفة أو بعد حدوث نزيف دماغي مفاجئ، لكن في بعض الحالات الأخرى، تظهر أعراض التشوه الشرياني الوريدي حسب مكان التشوّه في الدماغ، ومنها:
- نوبات صرع.
- صداع مزمن أو ألم في جزء معين من الرأس.
- تنميل أو ضعف في عضلات الجسم، غالبًا في جهة واحدة.
أما في حالة تشوه شرياني وريدي دماغي في أماكن حساسة، فتكون الأعراض أكثر حدة كالتالي:
- صداع شديد ومفاجئ.
- ضعف أو شلل في الأطراف.
- فقدان القدرة على الكلام.
- مشاكل في التوازن أو المشي.
- تشوش ذهني أو فقدان الوعي.
- مشاكل في الرؤية.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يُفضل زيارة الطبيب فورًا إذا ظهر عليك أيًا من الأعراض التالية:
- نوبة صرع، حتى لو كانت أول مرة.
- صداع مفاجئ وشديد.
- ضعف مفاجئ أو تنميل في الوجه أو الذراع أو الساق.
- صعوبة في التحدث أو فقدان الوعي.
إذا اختبرت واحدة أو أكثر من تلك الأعراض، تواصل معنا فورًا للتشخيص وتلقي العلاج على يد أكفأ أطباء جراحات المخ والأعصاب الدكتور أحمد سامح ندا –استشاري ومدرس جراحة المخ والأعصاب والقسطرة المخية والعمود الفقري بكلية الطب.
طرق تشخيص وحمه دمويه في المخ
يعتمد تشخيص وحمه دمويه في المخ (AVM) على تقييم الأعراض، والفحص السريري، بالإضافة إلى مجموعة من الفحوصات الدقيقة التي تظهر تفاصيل الدورة الدموية داخل الدماغ.
- يبدأ الطبيب بجمع معلومات عن الأعراض التي يعاني منها المريض.
- تصوير الأوعية الدماغية (Cerebral Angiography): أدق اختبار لتشخيص AVM عن طريق حقن صبغة خاصة تُظهر مسار الشرايين والأوردة بالتفصيل.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يعتمد على سلسلة من صور الأشعة السينية لتكوين صورة مقطعية للدماغ.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر صورًا مفصلة جدًا لأنسجة الدماغ.
- الدوبلر على الأوعية الدموية (Doppler Ultrasound).
علاج التشوه الشرياني الوريدي الدماغي
تشمل خيارات علاج التشوه الشرياني الوريدي بالدماغ عدة استراتيجيات تهدف في الأصل إلى منع حدوث النزيف والسيطرة على الأعراض المصاحبة، مثل نوبات الصرع أو الصداع أو غيرها من الاضطرابات العصبية. يحدد الأطباء نوع علاج وحمه دمويه في المخ المناسب حسب عوامل متعددة، مثل:
- عمر المريض.
- حالته الصحية العامة.
- حجم الـ AVM وموقعه داخل الدماغ.
- شدة الأعراض المصاحبة.
1. علاج التشوه الشرياني الوريدي بالأدوية
في الحقيقة لا يوجد دواء يعالج AVM بشكل مباشر، ولكن قد يستخدم الأطباء بعض الأدوية للمساعدة في السيطرة على الأعراض المصاحبة مثل:
- الصداع المزمن.
- نوبات الصرع.
- الاضطرابات العصبية المرتبطة بالضغط على أنسجة الدماغ المحيطة.
2. الاستئصال الجراحي
العلاج الأكثر شيوعًا في علاج حالات AVM، خصوصًا إذا تسبب في نزف دماغي، أو إذ كان التشوه في منطقة يسهل الوصول إليها جراحيًا. تشمل خطوات الإجراء الجراحي:
- إزالة جزء من الجمجمة للوصول إلى التشوه.
- يستخدم الجراح مجهرًا عالي الدقة ومشابك خاصة لعزل وإزالة التشوه الشرياني من أنسجة الدماغ.
- تُعاد عظمة الجمجمة إلى مكانها ويُغلق الجرح في فروة الرأس.
يفضل الأطباء الخيار الجراحي في الحالات التي يمكن إزالة التشوه دون إحداث ضررًا على المريض، ولكنه لا ينفع في الحالات التي يقع فيها التشوه في مناطق عميقة بالدماغ.
3. الإصمام داخل الأوعية (Endovascular Embolization)
يُستخدم غالبًا كعلاج تمهيدي قبل الاستئصال الجراحي أو الجراحة الإشعاعية لرفع نسبة نجاح العملية.
- إدخال قسطرة رفيعة عبر شريان في الفخذ أو المعصم.
- توجيه القسطرة نحو الأوعية المغذية لـ AVM باستخدام الأشعة السينية.
- حقن مادة صمغية لسد الشرايين وتقليل تدفق الدم نحو التشوه.
أهم مزاياه:
- تقليل خطر النزيف.
- تصغير حجم التشوه.
- تخفيف الأعراض الشبيهة بالسكتة الدماغية.
4. الجراحة الإشعاعية التجسيمية (Stereotactic Radiosurgery – SRS)
تعتمد على توجيه حزم إشعاعية دقيقة نحو AVM دون الحاجة لفتح الجمجمة، وتُستخدم في التشوهات الصغيرة الحجم، والتشوهات الموجودة بأماكن صعب الوصول إليها عن طريق الجراحة.
- تسبب الإشعاعات ضررًا موجّهًا إلى الأوعية الدموية غير الطبيعية.
- تؤدي إلى تندب الأوعية والتئامها خلال فترة تتراوح من سنة إلى ثلاث سنوات.
5. المراقبة والمتابعة الطبية
في بعض الحالات، يفضل الأطباء مراقبة الحالة بدلاً من التدخل الطبي، خاصة إذا:
- لم تظهر أعراض واضحة على المريض.
- كان التشوه صغيرًا أو في موقع خطير يصعب التدخل فيه.
- لا يسبب التشوه أي خلل وظيفي أو خطر مباشر.
حالة ناجحة لعلاج وحمه دمويه في المخ لطفل تحت إشراف د. أحمد سامح ندا
استقبل قسم الطوارئ حالة لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات، يعاني من صداع شديد. بعد إجراء الأشعة المقطعية على المخ، تبين وجود نزيف داخلي، مما استدعى إجراء فحوصات إضافية لتحديد السبب بدقة.
وبما أن التشوه الشرياني الوريدي (الوحمه الدمويه في المخ) يُعد من أكثر أسباب نزيف المخ لدى الأطفال، قام الفريق الطبي بقيادة الدكتور أحمد سامح ندا – استشاري القسطرة المخية وعلاج تشوهات الأوعية الدموية بالمخ والعمود الفقري – بإجراء قسطرة مخية تشخيصية، والتي كشفت عن وجود تشوه شرياني وريدي دماغي بالفعل.
تم التدخل مباشرة باستخدام القسطرة المخية العلاجية، وجرى حقن مادة الـ Onyx من خلال قسطرة دقيقة للغاية، بهدف غلق الأوعية الدموية الشاذة بشكل آمن وفعال.
خرج الطفل من المستشفى في اليوم التالي بصحة جيدة، دون أي مضاعفات، في تجربة ناجحة تضاف إلى سجل النجاحات الطبية التي يقودها الدكتور أحمد سامح ندا وفريقه المتخصص.في نهاية مقالنا عن تشوه شرياني وريدي دماغي، إذا لاحظت على طفلك أعراض غير معتادة مثل الصداع الشديد المفاجئ، التشنجات، أو أي علامات عصبية مقلقة، فلا تتردد في طلب الاستشارة الطبية فورًا. يُعد الدكتور أحمد سامح ندا من الأطباء الرواد في مجال علاج التشوهات الشريانية الوريدية بالمخ باستخدام القسطرة المخية المتطورة، ويمتلك خبرة كبيرة في تشخيص وعلاج هذه الحالات بدقة وأمان. للحجز والاستفسار أو حجز موعد مباشر مع الدكتور أحمد سامح ندا، تواصلوا معنا الآن.
الأسئلة الشائعة
ما الفرق بين التشوه الشرياني الوريدي والورم؟
التشوه الشرياني الوريدي (AVM) ليس ورمًا ولا كيسًا دمويًا. هو خلل في تكوين الأوعية الدموية يؤدي إلى اتصال مباشر بين الشرايين والأوردة دون وجود شعيرات دموية. أما الورم فهو نمو غير طبيعي للخلايا.
هل يمكن علاج الوحمة الدموية بالمخ بدون جراحة؟
نعم، في كثير من الحالات يمكن العلاج بدون جراحة عن طريق القسطرة المخية العلاجية، حيث يتم حقن مادة خاصة (مثل Onyx) لغلق الأوعية الدموية المصابة. هذه الطريقة آمنة ودقيقة وتُجنب الطفل مضاعفات الجراحة المفتوحة.



