تُعد أورام الدماغ من أخطر التحديات الصحية التي قد يواجهها الإنسان، خاصة في مرحلة الشباب، فهي ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و39 عامًا، كما أنها السبب الرئيسي الثاني للوفاة المرتبطة بالسرطان في هذه الفئة العمرية.
ورغم صعوبة التشخيص أحيانًا، والتعقيد الذي قد يصاحب العلاج، إلا أن الأمل لا يزال موجودًا. فبفضل الله، ثم بفضل التقدم العلمي، والخبرة الطبية المتخصصة، تحققت نتائج شفاء مذهلة في بعض الحالات، خاصة عند تلقي الرعاية على يد أطباء متميزين مثل الدكتور أحمد سامح ندا، استشاري جراحة المخ والأعصاب وأورام الدماغ.
ما هي اورام جار جزع المخ
تحمل في طياتها مخاطر سواء في مكان وجود الورم في منطقة تتحكم في كل ما له علاقة بحياة الانسان من وظائف القلب و التنفس و الحركة، أو بسبب التصاقها بشرايين المخ و جزع المخ الرئيسية و صعوبة استئصالها مع الحفاظ علي حيوية هذه المنطقة الخطرة و الدقيقة.
هناك العديد من الاورام التي يمكن ان تصيب هذه المنطقة؛ منها الحميد و الخبيث
استئصال اورام جار جزع المخ مع دكتور احمد سامح ندا
في واحدة من أدق وأخطر جراحات المخ والأعصاب، نجح فريق الدكتور أحمد سامح ندا -مدرس واستشاري القسطرة المخية وجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية الطب- في استئصال ورمين بالحجرة الخلفية للمخ وجذع الدماغ، مع الحفاظ الكامل على الوظائف العصبية الحيوية لمريضتين، كلتاهما في العقد الثاني والثالث من العمر.
الحالة الأولى: ورم ضاغط على جذع المخ والأعصاب القحفية (٧، ٨، ٩)
حضرت مريضة في الثلاثين من عمرها تعاني من ضعف شديد في السمع بإحدى الأذنين، وبإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي بالصبغة، تم اكتشاف وجود ورم بالحجرة الخلفية للمخ، ضاغط على جذع الدماغ والأعصاب القحفية المسؤولة عن السمع والتوازن والبلع (العصب السابع والثامن والتاسع).
- تم إجراء الجراحة باستخدام الميكروسكوب الجراحي وجهاز مراقبة وظائف الأعصاب أثناء الجراحة لضمان الحفاظ على الأعصاب الحيوية.
- تم فتح الجمجمة من خلال شق جراحي صغير خلف الأذن اليمنى، مع عمل ترقيع دقيق لعظام الجمجمة بعد الاستئصال.
- أُجريت الجراحة تحت التخدير الكامل باستخدام عقار “الديبريفان”، تحت إشراف الدكتور أحمد شحاتة – استشاري التخدير بكلية الطب.
- في اليوم التالي للجراحة، أظهر الرنين المغناطيسي اختفاء الورم بالكامل دون أي مضاعفات عصبية.
- خرجت المريضة من المستشفى بعد يومين فقط، بحالة مستقرة.
الحالة الثانية: ورم ملتصق بشرايين وجذع المخ لدى مريضة عشرينية
حضرت مريضة أخرى في العقد الثاني من العمر بفقدان الاتزان وصداع حاد ومستمر. أظهر الرنين المغناطيسي وجود ورم ملتصق بجذع الدماغ والشرايين الدماغية الرئيسية، وهي منطقة غاية في الحساسية نظرًا لدورها في التحكم في الوظائف الحيوية كالتنفس، ضربات القلب، والحركة.
- نجح الفريق الجراحي بقيادة د. أحمد ندا في استئصال الورم بالكامل جراحيًا، دون الحاجة إلى تحويل مسار السائل النخاعي، ومع الحفاظ التام على سلامة شرايين المخ وجذعه.
- تابعت المريضة مع الفريق الطبي بعد ٤ أشهر من الجراحة، وعادت إلى حياتها اليومية بصورة طبيعية تمامًا.