على الرغم من ندرتها، فإن ورم الحبل الشوكي والعمود الفقري قد يشكل تحديًا طبيًا كبيرًا، حيث تُقدر نسبة حدوثه بحوالي 0.74 لكل 100,000 شخص، وتمثل ما بين 5% إلى 12% من إجمالي أورام الجهاز العصبي. تكمن صعوبة هذه الأورام في أن أعراضها قد تتشابه مع الانزلاق الغضروفي أو التزحزح الفقاري، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى تأخر التشخيص حتى المراحل المتقدمة.
ما هو ورم الحبل الشوكي وورم العمود الفقري؟

ورم الحبل الشوكي هو كتلة غير طبيعية من الخلايا تتشكل داخل الحبل الشوكي نفسه أو في الأنسجة المحيطة به داخل العمود الفقري. يلعب الحبل الشوكي دورًا رئيسيًا في نقل الإشارات العصبية بين الدماغ والجسم، لذلك فإن أي ورم في هذه المنطقة يمكن أن يسبب أعراضًا تؤثر على الحركة والإحساس.
كيف يتم تشخيص ورم الحبل الشوكي بدقة؟
يعتمد تشخيص ورم الحبل الشوكي وورم العمود الفقري على فحص الأعراض وإجراء اختبارات دقيقة لتحديد موقع الورم وطبيعته. يبدأ الطبيب عادةً بفحص سريري شامل لتقييم وظيفة الأعصاب، يشمل اختبار التوازن، ردود الفعل العصبية، وقوة العضلات، إلى جانب البحث عن أي ألم أو تغيرات غير طبيعية في العمود الفقري.
وتشمل أهم الفحوصات المستخدمة في التشخيص ما يلي:
1. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يعد الرنين المغناطيسي من أدق الفحوصات للكشف عن أورام العمود الفقري والحبل الشوكي. يوفر صورًا تفصيلية للحبل الشوكي باستخدام مجال مغناطيسي قوي وموجات راديوية. في بعض الحالات، يتم حقن صبغة خاصة في الوريد لتحسين وضوح الصور وتحديد حدود الورم بدقة.
2. الأشعة المقطعية (CT Scan)
تُستخدم الأشعة المقطعية لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد للعمود الفقري، لكنها أقل تفصيلًا من الرنين المغناطيسي في تشخيص الأورام. قد يتم استخدام مادة صبغية لتعزيز وضوح الصور، لكنها غالبًا ليست الفحص الأساسي لتشخيص ورم الحبل الشوكي.
3. الخزعة (Biopsy)
يتم أخذ عينة صغيرة من نسيج الورم باستخدام إبرة دقيقة أو أثناء الجراحة، ثم يتم تحليلها في المختبر لتحديد نوع الورم وما إذا كان حميدًا أم خبيثًا. تساعد هذه النتائج الطبيب في اختيار أفضل خطة علاجية للمريض.
يساعد التشخيص المبكر في وضع خطة علاج فعالة تقلل من تأثير الورم على الوظائف العصبية، لذا إذا كنت تعاني من آلام غير مبررة في الظهر أو أعراض عصبية غير طبيعية، لا تتردد في استشارة طبيب متخصص للحصول على تقييم دقيق.